منتدى حقيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


علمي ادبي تاريخ لغة سياسه ويكليكس فيسبوك ادبي شعر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
جميع المواضيع و المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها .. ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة


 

 الفساد في كردستان العراق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hh
Admin
hh


المساهمات : 292
تاريخ التسجيل : 04/01/2013

الفساد في كردستان العراق  Empty
مُساهمةموضوع: الفساد في كردستان العراق    الفساد في كردستان العراق  Emptyالجمعة يناير 18, 2013 1:17 pm

الفساد في كردستان العراق




كمال سيد قادر/ النمسا
كاتب كردي عراقي
drkamalsaidqadir@gmx.at

_­­­­

ارتفاع تكاليف المعيشة، الجشع، الابتزاز، الاستغلال والفساد الاداري والمالي أصبح اليوم هَمْ المواطن الكردستاني الذى يئن تحت وطئة الظروف المعيشية الصعبة حيث تكاليف السلع والخدمات والايجارات ارتفعت بصورة حادة فى الآونة الاخيرة تجاوزت فى بعض الاحيان معدل 500%. وبعض الخدمات الاساسية تكون فى أكثر الاحيان غير موجودة كالمياه الصالحة للشرب والكهرباء فى أكثرية القرى والارياف أو تتوفر بصورة متقطعة وبجودة متدنية كما هو الحال فى المدن.
المواطن الكردستاني العراقي أصبح وسيلة للاثراء الغير المشروع من قبل بعض المسؤولين الحكوميين والحزبيين فى هذ الاقليم الفدرالي الذى أسس بعد تدخل عسكري أمريكي مباشر بعد حرب تحرير الكويت سنة 1991 كمنطقة آمنة لحماية مواطنى المنطقة من القمع البعثي وثم توسعت صلاحيات الاقليم بعد اسقاط النظام الدكتاتوري من قبل القوات الامريكية وحلفاءها ربيع 2003 وإلاّ لم يكن بوسع الاكراد وغيرهم فى العراق اسقاط النظام الفاشي ناهيك عن تسلم السلطة فيه.
صحيح إن أمريكا قامت بهذه المهمة من أجل مصالحها الخاصة واتباع المصالح الخاصة من قبل الدول هى القاعدة وليس الاستثناء فى العلاقات الدولية، وإلاّ تتبع الاحزاب الكردية المختلفة مصالحها الحزبية الخاصة وحتى تخوض حروباً دموية مع أحزاب كردية أخرى من أجل هذه المصالح فى بعض الاحيان؟
ولكن المواطن الكردستاني هو الآن على وشك فقدان سعادته بالتخلص من النظام القمعي، إذ بدأت أيادي المسؤولين الحزبيين والحكوميين الجدد تمتد الى حقوقهم السياسية والاقتصادية والمدنية الى أن وصل الامر الى حد لا يطاق ولا يمكن السكوت عنه من الآن فصاعداً مهما كانت الحجج لأن هذا الوضع يشكل خطراً على مستقبل اقليم كردستان ولا يجوز لمواطني الاقليم أن يفقدوا الثقة باقليمهم حيث بعض الدول المجاورة وجماعات ارهابية داخلية تقف لهذا الاقليم بالمرصاد وتنتظر الفرصة المناسبة لأجهاض التجربة الفريدة فى تاريخ كردستان منذ أكثر من ألفى عام.
الاثراء الغير الشرعي الفاحش من قبل بعض المسؤولين والعوائل المقربة من السلطة السياسية وسلب الحقوق الاساسية للمواطنين حيث لا يوجد دستور للاقليم يضمن الحقوق الاساسية ولا لائحة تضمن هذه الحقوق وأصلاً لاوجود لقانون يحمى حقوق الانسان فى الاقليم أو جهاز قضائي مستقل يلجأ اليه المواطن وقت الحاجة، كله جعل من المواطن الكردستاني فريسة للأبتزاز والاضطهاد وإهانة الكرامة الانسانية من قبل بعض المسؤولين وأقربائهم وهم يتصرفون حسب أمزجتهم العشائرية الطبيعية ويتمتعون بامتيازات وحصانات تشبه مثيلاتها التى كان يتمتع بها الفراعنة القدماء.
وكل من يتجرأ على الاحتجاج ضد هذا الوضع المأساوي يتعرض الى الاعتقال والاختطاف والتعذيب أو حتى فى بعض الاحيان القتل.
أنا شخصياً كان لى مشوار طويل مع معتقلات عائلة البارزانى الحاكمة حيت ذقت مرارة الاختطاف والسجن الانفرادى والتعذيب والمحاكم الصورية وليس لسبب إلاّ نشر بعض المقالات عن الفساد وسوء استعمال السلطة من قبل بعض أفراد هذه العائلة.
والمسؤولين فى الاقليم ليس لديهم حجة لتبرير هذا الوضع غير مصطلح السوق الحرة، كأنما نظام السوق الحرة قد أنشأ من أجل الابتزاز والاضطهاد والاحتكار والاثراء الغير المشروع؟ فهو مبرر باطل أساساً لأن تاريخ السوق الحرة وخلفياتها الفلسفية والتجارب المستخلصة من تطبيقها فى الدول المتقدمة تثبت بما ينفي هذه المبررات. وأصلاًَ لا توجد سوق حرة فى كردستان لكى تصبح مبرراً.
فكرة السوق الحرة تستند أصلاً على النظرية الاخلاقية قبل النظرية الاقتصادية وإلاّ لأصبحت هذه الفكرة كما يريدها المسؤولون فى اقليم كردستان أي الفوضى والجشع والاحتكار.
عودة سريعة الى تاريخ نشوء فكرة السوق الحرة تثبت بأن الغرض الاصلى وراء نشوء هذه الفكرة كان غرضاً سامياً يهدف الى رفع مستوى المعيشة للمواطنين واطلاق مواهبهم على أساس الحرية والمساواة لكافة المشتركين.
لعل أهم خطوة تقوم بها الدول المتحضرة لضمان تكافؤ الفرص والمساواة فى السوق، هو منع ظاهرة الاحتكار حيث ينفرد منتج سلعة أو مقدم خدمات ما بتحديد الكميات والاسعار فى السوق ومنع المنافسين لغرض جني أكبر الارباح الممكنة على حساب المستهلكين. ولظاهرة الاحتكار أنواع عدة منها الاحتكار الاجباري حيث تقوم شركة ما بالدعم من السلطة السياسية بمنع المنافسين لها فى السوق والانفراد بتحديد الاسعار التى تضمن لها أكبر الارباح.
وهذا النوع من الاحتكار هو موجود الآن فى اقليم كردستان وخاصة فى ميدان اتصالات الهواتف النقالة حيث تنفرد شركة كورك تلكوم للاتصالات وهى شركة مملوكة من قبل أفراد مقربين من السلطة بالسوق فى هذا المجال فى محافظات أربيل ودهوك ولا يختلف الامر كثيراً بالنسبة لمحافظة السليمانية حيث لشركة آسيا للاتصالات امتيازات احتكارية متشابهة.
الآن وبعد توحيد ادارتى السليمانية وأربيل من المنتظر أن تشكل الشركتين تحالفا احتكاريا (كارتيل) لمنع المنافسة فى مجال اتصالات الهواتف الجوالة والتفرد بتحديد الاسعار التى تريدانها.
تقديم السلطات الكردية وجود السوق الحرة مبرراً لحالة الفوضى والاستغلال والجشع فى السوق هو مبرر باطل لأنه لا يوجد أصلاً سوق فى كردستان تسمى بالسوق الحرة بل كل ما هو موجود سوق يهيمن عليها بعض المسؤولين الحزبيين والحكوميين وخاصة من أعضاء العوائل الحاكمة التى تستولي على حصة الاسد من الغنائم من خلال استعمال وسائل الترهيب والتهديد والاكراه والاحتكار لغرض تراكم أكبر ثروة ممكنة فى أقصر مدة زمنية.
أي سوق، كسوق كردستان لا ينظمها قانون لمنع الاحتكار وقوانين تحمي حقوق العمال والمستهلكين وتحدد سقف أسعار بعض السلع الاساسية والخدمات، يمكن أن تنزلق الى حالة الفوضى وتؤدى الى الفقر والحرمان للاكثرية الساحقة من المواطنين بدل الرفاهية والعيش بكرامة.
لنأخذ مثلاً الوضع القانوني للعمال فى اقليم كردستان، فان العامل عندما يبيع سلعته (طاقته الانتاجية) لصاحب العمل فانه يدخل فى وضعية قانونية أسوأ من وضعية العبيد أنفسهم إذ لا يتمتع بالتأمين الصحي أو الضمان الاجتماعي وهو فى حالة وفاته فى العمل أو اصابته بإعاقات دائمة أو مؤقتة تمنعه من العمل يجب عليه الاعتماد على النفس لتغطية مصاريف العلاج ولا تعويض له للدخل الضائع وفى حالة وفاته ربما تضطر عائلته الى التسول للبقاء على الحياة. وفيما يتعلق بالسكن الملائم للمواطنين وهوحق معترف به فى الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الانسان، فأن الزائر لأقليم كردستان يستطيع أن يرى كيف أن آلاف العوائل تضطر الى السكن فى الخيام أو بيوت مؤقتة لا تصلح إلاّ لتربية الدواجن بسبب الارتفاع الجنوني لتكاليف السكن.
وفيما يتعلق بعمل الاطفال فان الآلاف من الاطفال فى أعمار تتراوح بين 4 - 16 سنة تفترش الشوارع كصباغي الاحذية وبائعي السجائر أو تعمل فى الورشات والمقاهي لمساعدة عوائلهم الفقيرة.
ولا يمكن للقيم الاخلاقية أن تعوض عن غياب القوانين المناسبة فى اقليم كردستان إذ أن المستفيدين من الفوضى الحالية فى السوق الكردستانية هم أكثرهم من المسؤولين السياسيين والعسكريين الذين خاضوا حروباً لاقتتال الاخوة منذ عقود من أجل السلطة والمال ولذا فهم لا يبالون بالقيم الاخلاقية وحقوق الانسان. فمن لا يحترم حق الحياة لا يحترم أصلا الحقوق الاساسية الاخرى للانسان.
جانب سلبي آخر فى الحياة الاقتصادية للاقليم هو التفشي الفاحش لظاهرة الفساد الاداري والمالي. مبدأ المساواة فى تكافؤ الفرص والكفائة فى توزيع المناصب هو مصطلح غريب هناك، حيث ان العضوية فى عائلة قريبة من السلطة السياسية تمنح صكاً لدخول نادى المليونرين أو التربع على مقاعد وزارية أو سياسية قيادية.
صحيح بأن الفساد الادارى هو منتشر فى كل دول العالم وبدرجات متفاوتة ولكن الفساد فى اقليم كردستان له ميزات خاصة. فان المستفيدين من ظاهرة الفساد فى الاقليم هم عادة معروفين للعلن ويمارسون الفساد علناً دون الخجل من أحد ولا توجد قوانين أو مؤسسات مستقلة لمنعهم.
ميزة أخرى مهمة يمتاز بها الفساد فى هذا الاقليم هو تدويل هذا الفساد، أي أن هذا الفساد يتم ممارسته بدعم دولي، وخاصة الامريكي. كل من يهتم بشؤون منطقة الشرق الاوسط يعرف بأنه دون التدخل العسكري الامريكي المباشر فى العراق لم يكن بوسع الاكراد وغيرهم تغيير نظام صدام. ولذا فأن الامريكيين يحتفظون بنفوذ واسع فى العراق وخاصة فى اقليم كردستان ولهم قولهم فى كثير من المجالات. فمن البديهى اذن أن نستنتج بأن الامريكيين هم على علم بحالة الفساد المتفشي فى اقليم كردستان ويغضون النظر عنه لأسباب ما. أنا حسب اعتقادى أن الامريكيين يسكتون عن هذه الحالة أو حتى يدعمونها لأسباب سياسية، أي أنهم بسبب الحالة الامنية السيئة فى العراق يحتاجون الى دعم القيادات السياسية لهم وخاصة القيادات الكردية، وإن هذه القيادات تعرف ذلك وهى تقوم بدورها بابتزاز الامريكيين من خلال الاستيلاء على الموارد المالية للاقليم كأجر لهذا التعاون.
وكدليل على ما أقوله أذكر مقال نشره الباحث الامريكى Michael Rubin، الباحث فى مركز الابحاث American Enterprise Institute فى واشنطن وهو مركز بحث قريب من سياسة البيت الابيض، فى دورية المركز Middle East Quarterly، ربيع2006 . يقول الباحث فى هذا المقال بأن عائلة البارزانى الحاكمة تراكمت مليارى دولار منذ عام 1991 وتقوم بأبتزاز التجار والمستثمرين أو تعتقل من لايرضى بدفع رشاوى لأفراد هذه العائلة. أليس هذا دليل على أن الامريكيين هم على علم بكل صغيرة وكبيرة تحدث فى كردستان؟
ولكنني أعتقد أيضاً بأن السكوت الامريكي عن أوضاع الفساد فى الاقليم هو خطوة تكتيكية مؤقتة إلى أن تاتى الفرصة المناسبة.. لأن الامريكيين لم يقدموا دمائهم وأموالهم من أجل إثراء طبقة فاسدة.
ولعلهم يفعلوا بهؤلاء الفاسدين ما فعلوا بـ (نوريغا و موبوتو)!


لا تتعجب عندما ترى وتتلمس
الحقائق في كردستان العراق!



أحمد رجب
كاتب كردي عراقي



لا تتعجب عند السفر إلى كردستان العراق حين تصطدم بمظاهر أصبحت واقعاً مريراً، لا تتعجب عندما ترى العدو الذي كان يحارب الكرد قد أصبح في مواقع حسّاسة، لا تتعجب حين ترى الجحش أو المستشار الذي خدم نظام صدام حسين له مواقع متقدمة في قوات الأنصار البيشمركة، لا تتعجب حين تزور وطنك الأم وترى بأم عينيك الفساد في مفاصل الدولة، لا تتعجب عندما تسمع بعدد وزرائنا، وحين تقرأ وزارة الداخلية في أربيل، عليك أن تعلم بأنّ الأسم قد تغّير إلى وزارة الشؤون الداخلية في السليمانية، ووزارة البيشمركة في أربيل تصبح وزارة شؤون البيشمركة في السليمانية، وعلى هذا المنوال تعلم بوجود 22 وزارة في أربيل و22 وزارة في السليمانية، ولعل هذه ثمرة من ثمار توحيد الإدارتين قبل سنتين، لا تتعجب عندما تنظر إلى ماضيك السياسي ونضالك في سبيل شعبك ولا تملك متراً مربعاً من الأرض في حين ترى الآخرين يعيشون في جنّات النعيم ويملكون ما يريدون ويغضبون إذا ذكّرتهم بماضيهم، وإذا قلت من أين لك هذا؟، لا تتعجب بأن المناطق الجميلة قد تحولت بقدرة ""قادر"" إلى ملك المسؤولين الذين لم يملكوا أيام النضال القاسي ضد حثالات البعث المنقرض أكثر ممّا كان عند الآخرين من رفاقهم وأصدقائهم، لا تتعجب إذا سألت وحصلت على الجواب الجاهزالقائل: بأنّ هؤلاء قد خاضوا نضالاً عنيداً ضد أعداء الشعب الكردستاني، لا تتعجب إن كنت معروفاً كبيشمركة من قبل الذوات، من قبل قياديي الأحزاب التي قارعت الدكتاتورية البغيضة، ومناضلاً مثلهم، لا تلين لك قناة، بأنك لا تملك عيش اليوم، وهم يأكلون ويسرقون، ويوزعون أرض كردستان على أنفسهم وأتباعهم وحاشيتهم، كأنّ أرض كردستان ملك لهم، وهذا الملك لا يشمل الشعب الذي قدّم القرابين أيام الدكتاتوريات التي حكمت العراق، ولا يعتقدون بأنّ أرض كردستان ملك الشعب الكردستاني، عليك أن تعلم بأنّ أرض كردستان أصبحت ملكاً لمن يحكم!!.
نعم، لا تتعجب عندما ترى الأمي وعدو شعبك الكردستاني ممن كانوا في خدمة البعث الفاشي يحتل اليوم مركزك، لا تتعجب عندما ترى الجاش أو المخابراتي ممن له فايلات تشهد على عمالته وخدمته للنظام البائد في مركزك، فأنا كنت في كردستان وتعجبت عندما سمعت ورأيت الذين لهم الماضي الأسود من الخسة والعمالة للنظام الذي استخدم أبشع الوسائل لإبادة شعبنا الكردستاني وهم يحتلون مراكز حسّاسة في قوات البيشمركة، في حين أنت شغلت أرفع المراكز الحسّاسة في قوات البيشمركة أثناء مقارعة الإستبداد البعثي وبشهادة العديد من المنفذين وقادة الحزب الديموقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني، ولا تشغل مثلهم مركزاً، تعجبت بدهشة وقلت في قرارة النفس: لماذا حاربنا النظام الدكتاتوري؟؟!!، ولكن لا تهتم فالأيام القادمة كفيلة بإزالة الأقنعة، والشعب سيحاسب المسؤولين أياً كانوا ومن أي لون.
في كردستان تتلمس الحقائق وأنت تسير في الشوارع وتشاهد السرعة الجنونية للسيارات الفارهة لبعض المسؤولين وأبنائهم الأشقياء الذين يلاحقون الفتيات وخاصةً عند إنتهاء الدوام الرسمي للمدارس المتوسطة والإعداديات، وفي بعض المحلات والمناطق السكنية تشاهد مفارز الشرطة تحاول (عبثاً) تطبيق النظام، لأنّ سلطة المراهقين أقوى بكثير من الشرطة، وتوجد حالات الدهس وأبطالها أبناء الذوات، ولا تتعجب فحياة الآخرين (رخيصة)!!، وإذا أردت أن تعرف المزيد عليك أن تذهب إلى أمام أي مدرسة متوسطة أو إعدادية للبنات وخاصةً في أربيل، ولكن كن حذراً فشرطة الإجرام يتواجدون أحياناً هناك لكي لا يحشروك مع بعض المراهقين.
لا تتعجب إذا علمت بأنّ أسواق كردستان أصبحت مزبلة للمواد المستوردة من دول الجوار العدوة للكرد وكردستان، وأنّ البضاعة الكاسدة تغطي الأسواق كافة، ولدينا من كل بضاعة إن كانت زراعية أو صناعية (4) أنواع، فلدينا على سبيل المثال كرفس سوري وتركي وإيراني ومحلي، فالبضاعة المحلية غير مرغوبة، حتى إذا كانت هي الأفضل، ولا تتعجب بأنّ إيران الإسلامية تصدر إلى كردستان وأربيل العاصمة (اللبن)، وأنت تعلم بأن جميع العراقيين (يعلمون) بأفضلية لبن أربيل أيام زمان، وقد سمعت بأنّ إيران الإسلامية قد أقدمت على تصدير مواد تحمل فايروسات الآيدز والمواد المخدرة، وهذا أمر طبيعي، فللإرهاب وجوه وأقنعة عديدة.
لا تتعجب فسعر المواد مرتفع حسب عامة الناس (يحرق) الجيب، لا تتصور بأنّ مسؤولاً قد فكّر بوضع رقابة أو تحسين الوضع، وإذا فعل ذلك سيخسر (هو) وأسياده، ففي الحركة بركة.
لا تتعجب عنما تسمع بأنّ الأطباء هم شركاء للمختبرات والصيدليات، وأن زيارة الطبيب (الكشفية) في السليمانية (10) آلاف دينار، وفي أربيل (15) ألف دينار، وأن الطبيب يفحص المريض ويكتب له الوصفة خلال (5) دقائق، وأن البعض منهم يبيع الأدوية للمريض في عيادته، وقد حدثت حالات أليمة أدت إلى قتل المريض بسبب التشخيص الخاطيء، ولم يتم محاسبة المقصرين سوى إغلاق العيادة لعدة أيام، وتتدخل في مثل هذه الأمور الواسطات من قبل المسؤولين، ونقابة الأطباء لا تفعل شيئاً، لأنها جزء من السلطة، لا تتعجب فإنّ بعض الصيدليات تبيع الأدوية القديمة (الإكسباير) لعدم وجود ضوابط.
تزور وطنك الأم كردستان، وعليك مراجعة مديرية الإقامة لتنظيم صحيفة أعمال لك كما كان النظام الدكتاتوري ينّظمها مجاناً بواسطة أصحاب الفنادق الذين كانوا يذهبون مع سجلاتهم للأمن للنظر في المحتويات لعلّ الأوغاد من أزلام البعث يصيدون أحد المناضلين.
لا تتعجب عندما ترى الآلاف من العرب في مدن وقصبات كردستان الذين هربوا خوفاً من الإرهاب والمجرمين القتلة، لا تتعجب عندما تراهم، ولا سيّما الفقراء منهم وهم يفترشون الأرض، أو يسكنون في البيوت القديمة والأكواخ التي تفتقر للظروف الصحية، ولكن فكر بأن عناصر من هؤلاء يحملون أفكار معادية ولهم جذور مع الإرهاب، وأعلم بأنّ نفر ضال منهم إدعى بالفن وأخذ يرسم علم كردستان على الصخور، وبعد أيام إنكشفت مراميه، وأدخل السجن لأنه إرهابي.
لا تتعجب من الظروف القاسية للعرب الوافدين من مناطق العراق المختلفة، وقسم كبير منهم يعمل في النجارة، الحلاقة، البناء، السياقة وأعمال حرة أخرى، ولكن تعّجب، وكن يقظاً من الشباب العرب الذين يفترشون الأرض حول المسجد الكبير في السليمانية وأماكن أخرى، فقسم منهم يعمل بوضوح في الأعمال المنكرة، وأكثرها شيوعاً (القوادة)، ومنهم من صرّح أمام الناس، بأنّ لديهم فتيات صغيرات من القوميات المختلفة، وبأسعار مدهشة!!.
اليوم توجد مساحة (قليلة) من الحريات (لا يعتقلونك) فقط، وصحيفة الأعمال ليست مجانية، عليك أن تحصل على إستمارة (بلانكيت) وتعطي (العرضحالجي) ألفين دينار فقط لاغير، لأنه يكتب إسمك ورقم جوازك على فكرة أن (الزائر) أمي ولا يعرف كتابة إسمه، ومن ثم تراجع المصور الفوتوغرافي (4 آلاف دينار فقط لا غير) لأخد صور للمعاملة، وتذهب إلى غرفة من الغرف المخصصة، وتدخل الدور (السرة) وتسلم المعاملة، وتذهب بعد تأشير المعاملة إلى غرفة الكومبيوتر، وتصعد البناية إلى أن تصل إلى غرفة التدقيق، ومن ثم تنزل إلى الأسفل وتقدم المعاملة بيد الشرطي الجالس في غرفة السكرتير لكي يأخذها إلى السيد المدير العام للتوقيع عليها، وعليك أن تقف إلى أن تخرج المعاملة (صحيفة الأعمال) موقعة، وتستغرق هذه المعاملة لمدة ساعة أو ساعتين، وأن كنت (نشمي) ومن أهل الغيرة عليك مساعدة الأجانب الذين يزورون كردستان، إذ أن كل شيء مكتوب باللغة الكردية، والمفروض أن تكون الكتابة على الغرف باللغة الإنكليزية إلى جانب اللغة الكردية، ونحن بصدد هذا الموضوع وردت عبارة (اللغة الكردية) وينص الدستور العراقي (للعراق الفيدرالي) أن تكون الكردية هي اللغة الرئيسية الثانية بجانب اللغة العربية في المكاتبات في عموم العراق الفيدرالي، وقادتنا يتحدثون كثيراً عن الدستور، لكنهم لا يطلبون تطبيقه، كما أن البرلمان الكردستاني هو الآخر صامت وساكت!!!، ولا عتب على البعض، قلت (البعض) من البرلمانيين الذين مع الأسف يمثلون شعبنا، وهذا البعض أمّا جاهل، أو من الجحوش وأزلام نظام صدام في يوم ما.
لا تتعجب أيها الزائر فالوطن الأم بلا ماء وكهرباء واعلم بأنّ الكهرباء (الوطني) لمدة ساعتين أو ثلاث، ويجري الإعتماد على كهرباء المولدات التي تتواجد بكثرة، وهي تلوث البيئة، وأصواتها وجعجعتها تدل على وجود الفوضى في الحياة، وأما عن الماء فلا تسأل، ففي دربندخان حيث البحيرة ونهر سيروان يتم تزويد الناس بالماء لمدة ساعة واحدة، وفي السليمانية توجد مناطق سكنية بلا ماء بتاتاً مثل بكرة جوى تازة (الدور التي تقع بالقرب من القرية الجامعية).
لا تتعجب إذا رأيت باعة البنزين على قارعة الطريق وفي كل مكان وشارع، فإنّ رؤية هؤلاء الباعة هي ""الحضارة"" بعينها وعلامة بارزة على المدنية، ويبيع كل واحد من هؤلاء البنزين الغير النقي والمشبع بالماء أحياناً بأسعار مختلفة، لا تتعجب فهناك في الوطن الأم كردستان عدد كبير من محطات البنزين، ولا تتعجب حين ترى المئات من السيارات واقفة منذ الصباح الباكر، وتشاهد هذا الطابور يتحرك أحياناً كالسلحفاة لإستلام البنزين حسب كوبونات وبأسعار منخفضة قياساً إلى البنزين الذي يباع على قارعة الطرق، ويجري الحديث في كردستان بأنَ المسؤولين هم اًصحاب البنزين ويستخدمون الآخرين كـ (تمويه) وتسهيل السرقة، وعليك أن تعلم بأنّ الكارثة تحدث في يوم ما، إذا أشتعل (عود) شخّاط لا سامح الله.
لا تتعجب ففي وطنك الأم كردستان يوجد من يدافع عن قواد عمليات الأنفال السيئة الصيت، يدافع عن هاشم سلطان وأركان نظام صدام حسين، وعليك أن تدقق في مشاعر الناس بدءاً من دولي جافايتي، قره داغ، سيوسينان، كه رميان، تازه شار وئاوايي شيخ حميد، كوبته به، دشت كويه، شيخ وسان و، دشت هه ولير وإنتهاءاً بمناطق بادينان، وشاهد بأم عينيك دموع الأمهات والأخوات والآباء والأقارب، وهم يبكون الذين غيبهم وقتلهم فرسان عمليات الأنفال القذرة، وأعلم بأن الجماهير الغاضبة ستنفجر في يوم ما، ولا أحد يستطيع وقف زحفها نحو الهدف المنشود.
لا تتعجب حين تزور مدينة خانقين مثلاً وتعلم بوجود مديريتين للآسايش (الأمن)، أو تزور مدينة كردستانية أخرى وفيها (مديريتان) فقط للتربية (لا غير)، وعلى هذه الشاكلة عليك جرد كل شيء، وأعلم بأن فرحتنا مستمرة لأن (توحيد الإدارتين في صالح مجتمعنا الكردستاني وصالح جماهير الشعب) لأن كل مديرية توفر وظائف للناس، وكل واحدة توجه المجتمع حسب رغبتها، وأن أطفال كردستان بحاجة إلى (التنويع) في الدراسة، وأن محاربة الإرهاب والقتلة المجرمين تحتاج إلى عيون ساهرة ومتنوعة، والمديريتان كفيلتان بتربية التلاميذ والطلاب على أكمل وجه، فإذا ظهر نقص عند إحداها فإنّ الثانية تكمله، وأعلم بأنَ الوباء الحزبي ينخر جسد الحكومة، وأسأل وقل: إلى متى تستمر هذه الحالة..
لا تتعجب عندما ترى الشخص المناسب في المكان غير المناسب، وعلى هذا الأساس ترى أصحاب الشهادات المزورة في أماكن ووظائف أفضل من أصحاب الشهادات الحقيقية وعند التعيين عليك قبل كل شيء إحضار التزكية كما كان سائداً أيام الدكتاتور المقبور، ففي التزكية فقط يتعرفون عليك وعلى لونك، وهذا حق طبيعي للتأكد من تأهيلك العلمي وشهادتك، وهم يريدون أن يتلمسوا الحقيقة بأنّ لديك معرفة وتجارب، فإذا كانت مؤهلاتك فوق مؤهلاتهم، فإنّك مرفوض ولا يريدونك، وأمّا إذا وجدوا فيك نوع من (الشفافية) وتخدمهم أحتضنوك فوراً، وأعلم بأنّ السراق وبهذه الطريقة القذرة يريدون نشر الفساد، وخلق بلبلة في المجتمع، وأذكر دائماً بأنّ العديد من موظفي الحكومة من حملة الشهادات المزورة، وأنت تعلم بأن عدداً من هؤلاء وبعد سقوط صنم بغداد جلبوا من العراق شهادات مزورة في الهندسة، وهندسة الكهرباء وغيرها.
حاول أن لا تذهب إلى مديرية الخزينة في السليمانية، لأن السيد (و) من أجل توقيعه (فقط) يقول لك على شاكلة الكسالى من المصريين: تعال بكرة، وإذا حصل هذا فأذهب دون توقف للأخ معاون المدير ولديه العلاج الفوري لمعرفته التامة بتصرفات الموظف المقصر (و) وفي هذه الحالة أرفع يديك للدعاء من أجله ولكي يبقى وينجح.
لا تتعجب عندما تشاهد طوابير عمال من الفليبين وسريلانكا وجنوب شرق آسيا، وأعلم بأنّ هؤلاء يخدمون لقاء أجور منخفضة، ولا علاقة لهم بالبطالة المتفشية في البلاد، لأن الحكومة في كردستان لا (تستطيع) حل مشكلة العمال والبطالة والأجور في الوطن الأم، لذا أخذ الناس من المقاولين والطبقات الطفيلية الجشعة يفتحون مكاتب مهمتها إستقدام عمال من خارج الوطن بأجور زهيدة، وأعلم بأن المشكلة لا تحل بهذه الطرق البعيدة عن الدراسة العلمية الدقيقة، وعليك الدفاع عن العمال والمطالبة بسن قانون عمل يحفظ كرامة هؤلاء العمال الذين أصبحوا ألعوبة بيد الجشعين، ومهما كانت الحالة فالعمال أخوة أينما كانوا، وأن التضامن الأممي واجب في كل زمان ومكان.
لا تتعجب عندما تشاهد شقق السيد زكريا في كردستان، فهي جميلة جداً، ولا تندهش فالسيد زكريا كان في السويد ويعيش على مساعدات صندوق الإعانات الإجتماعية، أو كان يغني لـ (6) ساعات بألفي كرون سويدي (300 دولار تقريباً) عند إقامة الحفلات في نوروز وأعياد رأس السنة، لا تتعجب لأنه كان يحصل على مال قليل، ولكن عليك أن تسأل وتقول لكل من يتحمل مسؤولية الوضع في كردستان: كيف إستطاع السيد زكريا بناء الشقق؟؟؟؟؟ فالسيد زكريا لوحده لا (يستطيع) بناء كوخ من الخشب إن بقى على راتبه من صندوق الإعانات في السويد، لا تهتم ففي كردستان يقولون بأنّ السيد زكريا هو وسيط بين مسؤولين حكوميين ومقاولين أتراك، فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟، والأفضل لك أن تشتري آلة موسيقية وتصبح مغنياً في ساعات على غرار تعلم اللغة الصينية بدون معلم خلال (5) أيام فقط، لتصبح خلال أيام مالكاً لشقق جميلة،
لا تتقزز من الأغاني الهابطة والكليبات الأكثر هبوطاً فإنّها زينة الفضائيات في كردستان، ولكن أطلب من الناس بفرض إرادتهم لمنع إنتشارها، وحفاظاً على الأغاني الكردية الأصيلة، وأنت تعلم بأنّ الأغاني الهابطة هي كالبرامج الهابطة مثل برنامج بلا كنترول (بى كه نترول) وغيرها، وهي كثيرة.
إفرح عندما تشاهد مكتبة أو شارع أو أي صرح آخر يحمل اسم القائد الكردي مصطفى بارزاني، وأفرح إذا سرت في شارع يحمل أسماء بيره ميرد، حمدي، كوران، بيكه س، دلدار، حاجي قادر كويي، ملاي جزيري وآخرين من أعلام وشخصيات كردستان، ولكن لاحظ بأن بعض الشوارع والمحلات لها مسميات غريبة عن كردستان، ولم يقدم أصحاب هذه التسميات أي شيء لكردستان، ولم يكونوا أبداً جديرين لكي يذكرون، ومن الأفضل الإهتمام بشخصيات كالجواهري مثلاً، أو المناضلين الذين ضحوا في سبيل تحرير كردستان، عليك الإلحاح والعمل على إزالة كل شيء لا يرمز إلى الوطن الأم، وقل بأنّ كردستان هي موطن عطا جميل التركماني، وأبو نصير، وأبو جميل، وحبيب المالح من الشعب الكلداني السرياني الآشوري، محمود إيزدي وهاشم حاجي جندي وآخرين من القوميات المتآخية في كردستان، ومن الأفضل أن تحمل الشوارع والمتاحف والحدائق دائماً أسماء من خدموا الكرد بإخلاص من اعلام الكرد وشعراء وفنانين وموهوبين ومناضلين.
لا تتعجب عندما تسمع من الفضائيات الكردستانية بأنّ جمهورية إيران الإسلامية تقصف يومياً مناطق من قضاء قلعة دزة، إذ أنها اصبحت عادة يومية لأعداء كردستان، ولكن تعّجب لأنّ المسؤولين في حكومة وطننا الأم، وفي نفس وقت القصف الإيراني يحتفلون بفتح ممر بين حاجي عمران الكردستانية (العراق) وخانة ""بيرانشهر"" الكردستانية (إيران)، وهم يشيدون بمواقف مسؤولي جمهورية إيران الإسلامية لعملهم ""النبيل"" في إستقرار الأمن على الحدود بين الدولتين، لا تتعجب عندما يجري قصف مناطق كردستان ويصرح السيد جبار ياور الناطق الرسمي باسم قوات البيشمركة وهو يقول: من المفرح أنّ جمهورية إيران الإسلامية قصفت منطقة قلعة دزة ولكن لم تكن هناك خسائر بشرية، لاحظ عبارة (من المفرح) وقل ماشئت.
لا تتعجب، ففي كردستان العديد من العجائب، وعليك أن تمدح وتثني على الجوانب الإيجابية، وحافظ عليها كما تحافظ على حدقة وبؤبؤ العين، وأعمل بهمة ونشاط من أجل ترسيخ ماهو جيد، ولكن حارب بكل قوة الجوانب السلبية والفساد الإداري والرشوة.
كلمة أخيرة لا بدّ من ذكرها وتقف على حقيقتها بنفسك، ولا تتعّجب إذا قال المرء بأنّ دور الأحزاب الكردستانية الأخرى التي يطلقون عليها تسمية الأحزاب الصغيرة، والتي تشارك الحزبين الكبيرين في الحكومة وبرلمان كردستان خجول جداً، فهذه الأحزاب لا تنتقد الظواهر السلبية مثلما تريد أنت، ولا تستخدم العبارات والمصطلحات إلاّ بما فيها الخير لأنفسهم، وإذا ما إنتقدوا حالة من الحالات العديدة، فيعمدون إلى كلام المجاملات التي لا تنفع، بل تضر.

الصراع على النفوذ والمصالح والملايين
في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني..




نزار الجاف / المانيا
كاتب كردي عراقي


نوشيروان والطلباني

تواترت في الآونة الأخيرة حدة الصراع الدائر بين نوشيروان مصطفى القيادي البارز السابق في الإتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق، وبين عدد من القيادات الرئيسة في الإتحاد الوطني الكردستاني، لا سيما بعد أن تعرض السيد نوشيروان مصطفى وبشكل صريح للفساد المستشري في إقليم كردستان وقبل ذلك تعرضه، غير المباشر، لقياديين داخل الاتحاد الوطني الكردستاني نفسه.
وأكد مصدر مطلع من داخل الإتحاد الوطني الكردستاني لإيلاف أن كل الصراعات الدائرة داخل الإتحاد الوطني في خطها العام ليست بصراعات فكرية أو مبدئية، وإنما تتخذ أساسًا إتجاهًا يميل إلى لغة المصالح والنفوذ، وإن أي تيار منها لا يحمل مشروعًا سياسيًا فكريًا متكاملاً، ولذلك فإنه لا يرجى أي خير أو نفع ما من كل هذه"الجعجعة" الدائرة.
وعلى الرغم من أن التقارير تناقلت بأن السيد كوسرت رسول علي، الشخصية المحورية في الهرم القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس إقليم كردستان، قد هدد عبر الهاتف نوشيروان مصطفى، لكن السيد علي سارع لإصدار بيان خاص بتكذيب النبأ وعدَّه عارياً عن الصحة، فيما ألمحت مصادر أخرى الى إحتمال أن يكون السيد كوسرت رسول، قد قال كلاماً شديد اللهجة بشأن نوشيروان مصطفى في مجالسه الخاصة وسرب بهذا الشكل.
حسب مارشح من الصراع الدائر الان في حزب رئيس جمهورية العراق وما ذكرته مصادر مقربة من السيد نوشيروان مصطفى لايلاف، بإنه في صدد العمل من أجل تأسيس إعلام مستقل يساهم في خلق رأي عام كردي ضاغط، وتذكر هذه المصادر ان للسيد مصطفى طموحات كبيرة أخرى تصب كلها في خدمة الاقليم ومصلحته، وهو لا يريد أن يكون معارضًا بقدر ما يسعى لأن يكون عاملاً مساعدًا في إصلاح الخلل ومعالجة و"إجتثاث" الفساد المستشري في كافة أنحاء الاقليم. ومع أن دعوته الاخيرة "الحذرة" إلى الإصلاح والتي أطلقها من خلال مقابلة صحافية مع الصحافي الفرنسي المعروف "لويس كوجيرا"، قد جاءت في ذروة صراعه "المتعدد" الجوانب مع بعض من أقطاب الاتحاد الوطني الكردستاني، غير ان مختلف القوى السياسية الكردية قد لزمت جانب الصمت من هذه الدعوة وآثرت عدم الرد بأي شكل من الاشكال، وهو ما يفسر في حد ذاته قوة وأهمية وحساسية ما طرحه السيد مصطفى، بل وتذهب مصادر سياسية مستقلة الى أن دعوة الاصلاح هذه قد تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير.
السيد نوشيروان مصطفى المشرف الآن على مؤسسة "وشه‌" الاعلامية، والذي كان الى زمن قريب نائب السكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني، وكانت التوقعات كلها تصب في سياق تسلمه للمنصب القيادي الاول في الاتحاد الوطني الكردستاني، خصوصاً بعد التقارير التي وردت بشأن مرض السيد الطالباني، لكن إبتعاده المفاجئ وغير المتوقع عن الدائرة الحزبية قد جاء بشكل بعيد عن كل التصورات، مما دفع بالمراقبين لإعادة النظر بتحليلاتهم السياسية بهذا الخصوص.
وتشير أوساط صحافية كردية مطلعة، بأن توقيت إبتعاد السيد نوشيروان مصطفى عن العمل الحزبي، قد جاء متزامناً مع تلك الازمة الحادة التي يعيشها الاتحاد الوطني الكردستاني وحالة اليأس التي تنتاب عموم الاوساط الجماهيرية الكردية من الحزبين الرئيسيين. هذه الاوساط تقول بأن السيد نوشيروان المعروف بفطنته ودهائه السياسي، يريد الخروج من دائرة حزبية ميؤوس من إصلاحها وكذلك يريد النأي بجانبه بعيداً عن تجربة سياسية شارك فيها حزبه بصورة مباشرة، ولذلك كان جزءاً من تلك التجربة ومسؤول من الناحية الاخلاقية عنها. وتقول مصادر صحافية كردية أخرى؛ ان السيد مصطفى الذي يقول بصريح العبارة انه مثلما كان شريكاً في النضال السياسي مع الاتحاد الوطني فإنه "أي نوشيروان" شريك أيضاً في ثروة الاتحاد الوطني الكردستاني، قد لا يكون موفقاً بإختيار هكذا تعبير يشم من كلماتها الكثير من رائحة الفساد الذي هو بصدد محاربته وإجتثاثه، وقد لا يكون بإبتعاده موفقاً في أن يحدث أي تغيير مثلما هي الحال لديه لو كان باقياً في صفوف الاتحاد، وتؤكد هذه المصادر بأنه وفي كل الاحوال فإن إبتعاد السيد نوشيروان عن الوسط الحزبي لن يجعل منه البطل المنقذ ولا سيما أن تبرّم الناس قد إزداد كثيراً من الحالة السيئة ويتصورون ان إختلاف نوشيروان ليس على المسائل المبدئية بقدر ما هي على مسائل أخرى أبعد ما تكون عن القضايا المبدئية، بل انه يريد ألا يكون داخل سفينة في طريقها الى الغرق!
الملا بختيار، ند لنوشيروان أم مجرد مناور؟
الملا بختيار، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، والمقرب من زعيم الاتحاد الوطني، كان الوحيد الذي رد بشكل مباشر على تصريحات السيد نوشيروان مصطفى بخصوص تلك التي تتعلق بتهديد بعضهم من قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني له، وعلى الرغم من أن رد الملا بختيار كان "توفقياً هادئاً" لكنه مع ذلك أثار عاصفة من التكهنات بتلك الخلافات العميقة التي يعصف بهذا الحزب الرئيس، على الرغم من أن العديد من المراقبين والمتابعين يرجعون جذور الخلافات بين نوشيروان مصطفى والملا بختيار الى أيام العمل السياسي والعسكري ضد نظام حكم الرئيس صدام حسين، وحتى أن بعضهم يشير الى أن سياق رد الملا بختيار على نوشيروان تحمل في طياتها "طابع إنتقامي"، هذا الى جانب أن عضو آخر في المكتب السياسي للاتحاد قد دخل دائرة الصراع المباشر مع السيد نوشيروان مصطفى، وهو السيد ارسلان بايز، لكن يبدو أن جذوة الصراع الاساسية تتقد بين الملا بختيار ونوشيروان بشكل خاص، إلاّ أن التصريحات التي أدلى بها الدكتور برهم صالح نائب السكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني، بخصوص السيد نوشيروان لعدد من الصحافيين الكرد، قد أكدت بأن الاتحاد الوطني الكردستاني ليس في عجلة من أمره للحكم على مساعي السيد مصطفى، لا سيما عندما خاطب بلغة غلب عليها المنطق والحرص قائلاً : "إحترام هيبة السيد نوشيروان، إحترام لهيبة الاتحاد الوطني الكردستاني"، لكنه ألمح من جانب آخر الى انه "لن يقبل من أحد في داخل الصراعات الدائرة داخل الاتحاد أن يسعى الى تخريب الصفوف، لأن السعي لتخريب الصفوف خط أحمر وهذا رأي السيد نوشيروان أيضًا".
ويبدوا ان الدكتور صالح قد سعى هو أيضاً الى أن يكون حذراً جداً في تصريحاته ولذلك ففي الوقت الذي أشاد فيه بالسيد نوشيروان فإنه ألمح ضمنياً الى الخط الاحمر للاتحاد الوطني والذي يقول عدد من قيادي الاتحاد الوطني الكردستاني بأن السيد نوشيروان بصدد "تخريبه وشقه"، مما يعطي الانطباع بأن نائب السكرتير العام للاتحاد الوطني يحاول "إرضاء الطرفين" مما يعني "إبقاء الامور على حالتها" الى أجل قد لا يكون غير مسمى. لكن المهم في الامر هو أن السيد برهم صالح في تصريحاته الاخيرة يشير الى أن مسألة الاصلاحات قد طرحت على بساط البحث في إجتماعات المكتب السياسي للإتحاد الوطني وهو أمر يشير الى أن الاتحاد الوطني قد يميل الى "اللعب" مع الرجل الثاني "سابقًا" من قناة الاصلاحات التي يدعوا إليها.
ويتميز السكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني، بمهارته الفائقة في اللعب بالحبال داخل الاتحاد وهو خبير بإدارة حلبات الصراع من بعيد، وقد كان بارعاً في السيطرة على العديد من الحالات في الوقت المناسب. لكن الذي يمنح الصراع الحالي الدائر في أروقة الاتحاد الوطني الكردستاني، هو أن أحد الطرفين يتمثل في رفيق دربه العتيد السيد نوشيروان مصطفى زعيم عصبة شغيلة كردستان النصف المكمل للاتحاد الوطني الكردستاني، كما أنه كان على الدوام القطب المنافس له وكانا على الدوام يعيشان حالة من الصراع بينهما. ويبدو أن السيد الطالباني يكتفي حالياً بمراقبة الاوضاع من بعيد، على الرغم من أن تصريحات السيد برهم صالح بخصوص السيد نوشيروان يشم منها رائحة السكرتير العام نفسه، وفي كل الاحوال، فإن السيد الطالباني يأخذ الثقل والاعتبار السياسي والميداني للسيد مصطفى في الاعتبار عندما يتخذ أي قرار، لكن هنالك نقطة مهمة، وهي ان الطالباني معروف عنه أيضاً في الكثير من الاحيان بالطيران خارج السرب مما يعطي إحتمالاً أن يتخذ قراراً غير متوقع ومفاجئ للجميع.
الحزب الديمقراطي الكردستاني: بين التوجس والتشميت
ينظر دوما كلا الحزبين الرئيسين في إقليم كردستان، بمنتهى الحذر الى أي مسألة حساسة أو إستثنائية تتعلق بالطرف الآخر ذلك ان كلا الطرفين يعيشان حالة التوجس من "التشميت" من جانب الطرف المقابل، عندما يحصل له أي أمر غير مستحب الوقوع، وبديهي أن يراقب الحزب الديمقراطي الكردستاني هذا الصراع المثير داخل الاتحاد الوطني الكردستاني ويتابعه بدقة متناهية وعبر عدة قنوات، لكنه مع الاخذ بالاعتبار حالة الصراع التاريخي المزمن بينه وبين الاتحاد الوطني، إلاّ إنه قد لا يكون متحمساً لحدوث أمر جسيم قد لا يحمد عقباه لحليفه وخصمه التاريخي، لا سيما في هذه المرحلة الحرجة والحساسة جدًا، بل إن أطرافًا مطلعة في أربيل تذهب الى أن بقاء الامور على هدوئها الظاهر أفضل من إثارتها وإيصالها الى ذروة قد تكون "عبثية" في أفضل الحالات. هذا الى جانب أن مراقبين محايدين يجدون بقاء الطالباني على رأس إتحاد وطني "قوي" قد يخدم مصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني أكثر من أي أمر آخر مستجد داخل الاتحاد الوطني الكردستاني. وأكدت أوساط من داخل الاتحاد الوطني الكردستاني بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني معارض لمسألة الاصلاحات "الى النخاع" وإنه لا يميل أبداً الى دعم ومساندة التيار الاصلاحي الذي يقوده نوشيروان مصطفى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kld23.forumarabia.com
 
الفساد في كردستان العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كردستان و الموساد في كردستان العراق العمالة و الفساد
» نساء كردستان العراق
» مطارات اسرائيلية في كردستان العراق
» مطارات اسرائيلية في كردستان العراق
» صواريخ نووية اسرائيلية في كردستان العراق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حقيقة :: القسم السياسي :: سياسة كردستان-
انتقل الى: